منزل الررعب

موضوع: منزل الررعب الثلاثاء أكتوبر 23, 2007 6:04 am

كانت البداية في أحد أيام الجمع.. كانت الأسر الثلاثة التي تسكن أحد منازل قرية المنشية بفوة تستعد لصلاة الجمعة.. تقابل الأشقاء الثلاثة.. حبشي.. ومحمود.. وحمدي.. دارت بينهم حوارات سريعة عن أحوال كل أسرة.. وانصرف الثلاثة للمسجد لأداء الصلاة!
قبيل الغذاء كان أطفال الأسر الثلاثة يلعبون في فناء واسع أمام المنزل وفجأة صرخ بركات الابن الأكبر لمحمود.. 'النيران.. تشتعل في الفرن'!
هرع حمدي الي ابن شقيقه ولمح ألسنة اللهب تندلع من فرن قديم.. أندهش بشدة.. كان يعلم جيدا أن الجميع أهملوا استخدام هذا الفرن منذ فترة طويلة.. لكنه ابتلع دهشته وأسرع لاطفاء النيران المحدودة!
انهال ضربا علي أبنائه ظنا منه أنهم تسببوا في اشعال النار بلهوهم.. لكن الأطفال أقسموا أنهم لم يقتربوا نحو هذا الفرن مطلقا.. ولم يلق أحدهم بأعواد ثقاب أو أي شيء يشعل النار!
مضت ساعة قبل أن يعود الهدوء الي المنزل تسترد الأسر الثلاثة شتات أنفاسها.. حاول حمدي أن يهديء من روع الجميع.. أخبرهم أن هذا الحادث قضاء وقدر.. لكن لمح في العيون عدم الاقتناع وآثر الصمت.. فلم يكن هو نفسه مقتنعا بما حدث.. وكانت الساعات القادمة تحمل الكثير للأسر!
نيران.. وقلق.. وخوف!
ارتمي حمدي في سريره وحاول أن ينام.. فجأة انتفض من مكان علي صوت صرخة مدوية.. مصدرها أحد أبنائه.. جري حمدي الي الخارج.. لمح النيران تشتعل مرة أخري.. تحولت كومة قش أمام المنزل الي رماد!
ساد الارتباك جميع أفراد الأسرة.. ظهر الأمر هذه المرة وكأنه ليس مصادفة.. سيطر الجميع علي النيران قبل أن تحرق المنزل كله.. ارتعدت فرائص حبشي الأخ الأوسط وهو يردد مؤكدا أن هناك شيئا غريبا وراء هذه النيران.. وأن الأطفال أبرياء من العبث بالنار!
في فناء المنزل افترشت الأسر الثلاثة الفناء.. القلق والخوف كان يكسو الوجوه.. لم تفلح النساء أن تحبس دموعها.. وأجهش الأطفال في بكاء مرير.. حاول الكبار أن يخففوا من وطأ الحادث علي الأطفال ولكن بلا جدوي.. كانت المرة الأولي التي تمر بها الأسرة بهذا الموقف!
منذ سنوات عديدة والأشقاء الثلاثة يسكنون معا في منزل مكون من طابقين علي طريق فوه بقرية المنشية.. كان الأخ الأكبر محمود يعاني دائما من أمراض مزمنة.. ولذلك رفض شقيقاه حبشي وحمدي المزارعان أن يتركاه يعيش بمفرده!
طويلة.. لكن يوم الجمعة الحزين كان يحمل المفاجآت للأسر الثلاثة.. تمني الجميع أن تكون هذه الحوادث كابوسا سينتهي فجأة كما بدأ.. لكنهم لم يعلموا أنها كانت البداية فقط لسلسلة من أحداث كانت حديث كل أهل القرية الصغيرة!
انتبه الجميع الي عامود دخان كان ينبعث من خلف المنزل..
هرع الجميع الي مكان الدخان ليجدوا نيرانا مشتعلة في حظيرة دواجن.. تمكن حبشي وأبناؤه من السيطرة علي النيران التي لم تكن كبيرة.. كان واضحا أن هذه النيران مجهولة المصدر.. لم تكن هناك آثار آدمية وراء اشتعالها!

منزل الرعب!
كان الرعب يسود جميع أركان المنزل.. انكمش الأطفال في أحد الأركان.. وانبعث صوت القرآن من المذياع.. حاول حبشي وشقيقاه أن يبثا الهدوء في النفوس.. لكن مفاجأة قاسية كانت في انتظار الأسرة!
الصرخة المدوية كان مصدرها أحمد الابن الأصغر لحبشي.. كان يجري في الردهة والنيران مشتعلة بجلبابه وتكاد تشوي جسده.. أسرع اليه والده ومعه بطانية.. تمكن من اطفاء النيران قبل أن تصيب ابنه إلا من بعض الحروق البسيطة!لم يدر الآباء الثلاثة هل يبيتون في المنزل المشتعل أم خارجه.. وأخيرا انتهي هذا اليوم الطويل.. دون أن يغمض للأسرة جفن.
كان صباح اليوم الجديد يحمل المزيد من المفاجآت.. توالت الحرائق وبلا هوادة.. كل أنحاء المنزل اندلعت فيها النيران لتدمر كل أشياء.. الأثاث تحول الي رماد.. واشتعلت النيران في الحبوب الزراعية التي خزنتها الأسرة فوق السطح!
أبلغت الأسرة اللواء حسين فريد مساعد أول وزير الداخلية ومدير أمن كفر الشيخ.. وسرعان ما انتقلت سيارات الاطفاء.. ورجال المباحث والمعمل الجنائي الي منزل أسرة محمود وحبشي وحمدي العقدة.. وتجمهر أهالي قرية المنشية ليشاهدوا الحدث غير المسبوق!
انتشر رجال الشرطة في كل مكان يفهمون آثار الحريق.. وجلس رجال المباحث مع الأشقاء الثلاثة الذين أعادوا سرد الأحداث السابقة.. أكدوا أنهم ليس بينهم وبين أحد أي خلافات.. تجمعهم وأهل القرية علاقات طيبة.. لم يكن هناك أي شيء يشير لوجود سبب آدمي وراء الحرائق!
بعد ساعات انصرفت أجهزة الأمن ومعهم بعض متعلقات الأسرة التي حرقتها النيران.. طلب مأمور فوة من الأسرة ابلاغ الشرطة اذا تكررت الحرائق!
تجمع أكثر من ثلاثمائة من أبناء القرية بمنزل أسرة العقدة ليشاركوهم المأساة.. واتفق الجميع أن تستعين الأسرة ببعض علماء الاسلام لاجراء رقية في المنزل!

المجهول!

كن الحرائق لم تخمد.. ازدادت النيران شراسة.. وتوالت مرات اشتعالها.. واستجدت بعض الأحداث المثيرة.. محمود طالب الاعدادي فقد النطق فجأة.. أصيب بشلل لمدة ثلاث ساعات.. وانهارت والدته وهي تحاول اسعافه!
الطفل 14 سنة كان يشير بيديه الي شيء مجهول.. وأسرع والده ليقرأ القرآن عليه.. وبعد فترة بدأ الابن يستجيب للآيات.. استعاد نطقه وبدأ يتحرك.. وفجأة أجهش الطفل في بكاء عميق.. دفن وجهه بين ذراعي والدته وهو يطلب منها أن تنقذه من الخطر المجهول!

في نهاية اليوم أفاق الابن.. بدأ يحكي ما حدث له.. أخبر أسرته أنه شاهد بعض الأشباح وبدأ يتحدث معهم.. أخبروه أنهم سيعذبون أسرته وسيدمرون بالنيران كل شيء!
أكد محمود لوالديه أنه فقد النطق بمجرد مشاهدته لأشباح.. وبعد أيام من هذا الحادث أصيبت 'مها' ابنة محمود العقدة بأعراض مشابهة.. كانت عائدة من مدرستها .. كانت تشعر ببعض الدوار.. فجأة ارتمت علي الأرض وأصيبت بما يشبه حالة تشنج!استدعت الأسرة الطبيب لمها التي بدأت تتحدث بصوت مغاير لصوتها.. تقمصت شخصية عفريت.. بدأ يهدد ويتوعد الأسرة بالمزيد من الانتقام!
فجأة فقدت مها النطق وشلت حركتها تماما.. ظلت بلا حراك لمدة عدة أيام.. وفشل الأطباء في تفسير حالتها.. وبدأت مها تفيق من حالتها الغريبة.. وقررت الأسرة أن تترك المنزل الملعون بضعة أيام حتي تهدأ هذه الأحداث المثيرة!غادروا المنزل متجهين الي منزل ابن عمتهم الذي يبتعد نصف كيلو عن منزلهم.. وكانت المفاجأة القاسية.. اشتعلت النيران في منزل ابن عمتهم لتؤكد انها ستلاحق أسرة العقدة في كل مكان!واكتملت أحزان الأسرة بعد أن لقي الشقيق الأكبر ربه متأثرا بالمرض.. وقررت الأسر الثلاث أن تعود لمنزلها مرة أخري مهما كانت النتائج!

يتبع...

خسائر.. ودمار!

التقت 'أخبار الحوادث' بحمدي العقدة 44 سنة ومزارع.. قال:
الجميع في القرية يعلمون كم عانينا من هذه المشكلة التي أدهشت الجميع.. أحضرنا بعض علماء الاسلام ليرقوا المنزل.. وكانت النتيجة المزيد من الخسائر والحرائق.. كنت أعتقد أن الأطفال هم المتسببون في اشعال النيران.. لكن بعضهم اشتعلت النيران في ملابسه وكادت تحرقه.. وكذلك لا يوجد أي سبب يدفع الأطفال لاشعال النيران!يلتقط حيش الشقيق الأكبر طرف الحوار قائلا:تعرضنا لأحداث مثيرة دمرت منزلنا.. أحرقت كل شيء.،. لم يعد في المنزل سوي الدمار.. ملابسنا اشتعلت.. وكتب الأبناء.. لم تفلح أي شيء في اخماد النيران.. حتي علماء الاسلام طلبوا منا الصبر علي البلاء.. لكننا وجدنا معونة كبيرة من أهالي القرية الذي لم يتركونا وحدنا!
يكمل حبشي:
'المثير أننا تركنا منزلنا الي منزل ابن عمتنا لكن النيران طاردتنا الي هناك مما اضطرنا للعودة حتي لا نؤذ الآخرين.. وأبناؤنا لم يسلموا هم الآخرون من الأذي.. فقد بعضهم النطق.. وفشل الأطباء في تفسير حالتهم!
ويقول محمود حبشي:
أصبت بحالة غريبة فقدت النطق وأصبت بشلل.. وشاهدت أشباح غريبة.. تحدث معي الأشباح وهددتني وأفقت من هذه الحالة بعد ساعات!
التقينا بأحد المزارعين الذي رفض ذكر اسمه وقال:
الجميع في القرية شاهدوا النيران المجهولة وهي تشتعل في منزل أسرة العقدة بلا سبب وفي احدي المرات شاركنا في اخمادها.. وشاهدنا آثار الدمار في منزل الأسرة المسالمة.. ونحن نعلم أنهم ليس بينهم وبين أحد مشاكل! يقول مزارع آخر يسكن بالقرب من منزل الأسرة:
تجمع عشرات المشايخ ليقرأوا القرآن بالمنزل.. لكن النيران ازدادت.. حرقت كل ملابس الأسرة.. وشاهدت بعيني أبناء حبشي وحمدي وهم فاقدون النطق متأثرين بحالة غريبة.. وجميع أهل القرية يعلمون أن الجن وراء هذه الحرائق!في الوقت الذي أكد الجميع علي أن هذه الحرائق مجهولة السبب قد يكون سببا في اشعال النار.. وتبقي الحقيقة تائهة بين تقرير المعمل الجنائي.. وبين الأهالي الذين أقسموا أن النيران تشتعل فجأة.. وبلا سبب!

تقرير المعمل الجنائي:

آثار كيروسين في الاحراز المحترقة!أكد تقرير المعمل الجنائي في المحضر رقم 2377 اداري فوة أن هناك شكوكا حول سبب اشتعال الحرائق وقال التقرير: 'إيماء الي كتاب مركز شباب فوه الي ادارة المعمل الجنائي تم أخذ 4 عينات من الأحراز المحترقة.. وتبين أن أحد هذه الاحراز به آثار مادة معجلة للاشتعال مثل الكيروسين'.وطلب مدير نيابة فوة تحريات المباحث حول الواقعة وأكد رئيس المباحث في مذكرة للنيابة أن تحرياته لم تسفر عن شيء في واقعة الحرائق المجهولة!
===================
اخبار اليوم

منقوووول

شكرا ع الموضوع

موضوع: رد: منزل الررعب السبت أكتوبر 27, 2007 4:43 am

يسلموو قلبوو على القصة Razz

موضوع: رد: منزل الررعب الأحد أكتوبر 28, 2007 2:06 pm

ياااااااااي ينرحمون بقووه
مدري وش بسوي لو اني معهم
مشكوره على القصه