أخبرني بربك ما الذي أتى بك الآن؟
لقد فجرت في داخلي براكين ذكريات..قد ركدت منذ زمن!!
حسبتك ذات يوم أنك مت داخلي..ولا عودة لحياتك فيّ من جديد،،
مجرد سماعي لصوتك أيقظني من غيبوبتي،،
ليذكرني.. أن نسيم الحب.. لازال يعطر قلبي،،
قبل ساعات قليلة من وصولك إلى نقطة احتدام الذكريات داخلي،،
كنت أتجول في المكان وحدي،،
أتذكر عبقك.. ذات ليالٍ شاتيه.. دفَئْت فيها بأنفاسك،،
الغائبة خلف تلك.. الجدران.. التي تكاد تقصك.. كحكاية جميلة،،
ترويها..على روادها،،
كنت أتذكرك.. وأردد في نفسي...
القوة تكمن في ذواتنا متى ما أردنا ذلك!!
وبمجرد حضورك.. وجدت نفسي كوردة ربيعية.. أرجفها البرد.. في ليلة باردة..من ذاك الربيع،،
فاهتزت.. وتناثرت قطرات الندى من جبين وريقاتها،،
ترى......متى سأكتسب تلك القوة!!
ومتى سأقصيك أبداً من قلبي!!
كلما حاولت الهدوء والسلام مع ذاتي،،
تجددت أنت داخلي بحضورك المفاجئ،،
وكأنك تواعدت مع أعماقي.. على أن تبقى لك وحدك.. شئت أنا ذلك أم أبيت،،
فقط لأنك أنت أردت ذلك!!
إلى متى.. ستظل تعذب حضوري النقي.. ببراءة أفعالك؟!!
وأن تتصرف بلا مبالاة... ضد / مع مشاعري،،
ويبقى الأمر بالنسبة لك سيان......
لأنك ترى.. أنه لا داعي لكل هذا الاضطراب داخلي حين وجودك،،
المساحات البيضاء أمامي شاسعة،،
والحوائط التي تجمع شتات جسدي،،
لي داخلها مواقف شتى.. وكثيرة،،
خاصة هذه البقعة التي اجلس فيها.. وأضع أوراقي وقلمي على مساحاتها،،
لأسجل الكلمات..
فكل خطوة أخطوها في هذا المكان.. لي فيها معك ذكرى،،
قد تكون جميلة حيناً... وحزينة حيناً آخر،،
حسب اختلاف أهوائي ومزاجي!!
سيدي،،
حضورك بعثرني.. وأعلم يقيناً أن كبريائي لن يناديك هذه المرة،،
لتلملم بقاياي المبعثرة بسببك،،
بل سأظل كيف أنا.. إلى حين استطاعتي.. جمع ذاتي المبعثرة،،
تراودني فكرة ملحة،،
بأن ألقي في طريقك.. بعض الكلمات،،
فقد تشعل شيئا من رجولتك.. داخلك.. فتشعر بي كأنثى،،
اعرف حينما تهاجمني هذه الأفكار.. أنني أعود إلى العبث كمراهقة،،
تفكر في تحقيق أفكارها..ولا تترك لعقلها.. فرصة التمعن في ثمار هذه الأفكار،،
اعرف هذا تماماً.. لكني أصبو إلى تحقيق هدفٍ ما.. فلما لا أكون مراهقة؟
إذا كنت على يقين بأن ما أصبو إليه سيتحقق!!!
شيئا ما يقف أمامي.. ليكون عقبتي الأولى والأخيرة،،
بيني وبينك.. بل بين مراهقتي المتأخرة..وبين رجولتك،،
وهو.. حفاظي على عذرية مشاعري ونقاءها.. وكبرياء أنوثتي،،
فلا زلت أعي تماماً.. أنك رجلاً شرقياً.. بكل ما تحمل هذه المفردة من معاني!!!
سيدي،،
أحببتك ذات طفولة.. ربما لأنك جمعت بين وسامة الرجل الشرقي وذكاءه،،
وربما.. أشياء أخرى جهلتها طفولتي حينذاك،،
لكن على كلٍ قد أحببتك،،
ولم أندم على هذه المبادرة من قلبي،،
حينما كَبُرت الطفلة داخلي.. لتغدو مراهقة،،
لأنني كنت أدرك بفطنتي.... أن أزهار الربيع لا تتفتح،،
إذا ما روعيت.. من قِبل أصحابها،،
قد تظن أنني أعني ذاتي..بهذا..
لكن..لا يا سيدي!!
فزهرة الربيع.. المورقة.. في تلك الحدائق..لا ترعى ذاتها..بذاتها!!
لذا.. أنا حتماً أقصدك.. أنت.. هنا!!
نعم..لقد قرأت بين خفايا رجولتك،،
أنني.. امر من أمام خواطرك كثيراً،،
ونَضجتْ داخلي تلك المراهِقة،،
وقد أرضعتها الأيام.. اهتمامك الخفي.. الذي حاولت أن تخفيه تحت أقنعتك الشفافة،،
ومع هذا،،
مع أنني كنت أقرأك كصفحات بيضاء.. ذات سطور واضحة من ألوان المشاعر.. في كتابي،،
إلا أنني تجاهلت هذا.. بحكم طفولتي.. ولأني لم أمارس مراهقتي بجنون المراهقات،،
لكن لم أنسى قط..أن شيئا ما إذا تفتح داخلنا.. لابد أن نرعاه ليزدهر،،
وبدأت في رعاية.. بذرة.. قد شاخت داخلك..قبل أن تولد داخلي،،
وهذا هو الفرق..بيني وبينك،،
أنك أحببتني حين كنت طفلة... وأحببتك.. حينما كنت أنت رجلاً ناضجاً....!!!